عقدت في عمان – الأردن خلال الأسبوع الفائت ورشة عمل لعدد من منظمات المجتمع المدني العربية النشيطة في مجال مكافحة تغير المناخ، بهدف إطلاق “شبكة العمل المناخي في العالم العربي”. تهدف هذه الشبكة، إلى العمل على تعزيز دور المجتمعات والحكومات العربية في الجهود الدولية من أجل اتفاقية قوية لتغير المناخ، ولعب دور أكثر فعالية ونشاط في وضع وتطبيق سياسات التخفيف والتكيف، ودفع بلداننا والعالم قدما في مسيرة تعميم الطاقة المتجددة والاستهلاك الصديق للبيئة والاقتصاد، الذي يحمي كوكبنا من تفاقم تغير المناخ ويتحكم به. وتدعو “شبكة العمل المناخي في العالم العربي” منظمات المجتمع المدني في البلدان العربية إلى الانضمام للجهود المشتركة، والانخراط فيها والإسهام في نشر أهدافها وتطبيق برامجها. وأصدرت البيان التالي: بهدف مكافحة ظاهرة تغير المناخ في البلدان العربية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تم إنشاء شبكة متخصصة في عمان من قبل مجموعة من أبرز منظمات المجتمع المدني في المنطقة. وتهدف “شبكة العمل المناخي في العالم العربي” إلى تعزيز مفهوم حماية المناخ والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى تطوير استراتيجيات التنمية الخاصة بتقليل إنبعاث الكربون من المنشآت في كافة أنحاء المنطقة. وتركز الشبكة أيضا على المجالات التي تتعلق بحماية المنطقة من ندرة المياه وتغيّر المناخ وانعدام الأمن الغذائي. وقد تم تشكيل الشبكة في ورشة عمل عقدت في عمان باستضافةٍ من منظمة “إندي -أكت” Indy ACT ومؤسسة “فريدريش إيبرت”، حيث اجتمع 30 ممثلاً من منظمات المجتمع المدني لمناقشة كيفية الاستفادة بشكل أكثر فعالية من مواردها لتحقيق الأهداف المشتركة. وكانت ورشة العمل تتويجاً لسلسلة من الإجتماعات، التي بدأت في العاصمة المغربية الرباط في عام 2013. كما يأتي إنشاء هذه الشبكة لتمكين المجتمع المدني والجماعات البعيدة جغرافيّاً لتبادل المعرفة، والتعاون في المجالات ذات الإهتمام المشترك، والتقدم في برنامج الطاقة المتجددة. في نهاية المطاف، فإن الهدف هو تعزيز القدرات لديهم لدفع وتحريك السياسات بشكل فعال لتغيير الأفكار السائدة، وللقيام بإنجاز قوي في مجال العمل المناخي المتوقع أن يتم الاتفاق عليه خلال مفاوضات المناخ في باريس نهاية هذا العام. وعلاوة على ذلك، فإن الشبكة تمهد الطريق لمشاركة منظمات المجتمع المدني الفعالة في مؤتمر الأطراف “COP22” الذي سوف يعقد في المغرب العام المقبل. وفي هذا السياق تحدثت الآنسة صفاء آل الجيوسي – رئيسة حملة المناخ والطاقة: “من الواضح أن هناك حاجة ملحة لإيجاد منصة إقليمية لتعزيز الحوار والتعاون والثقة بين منظمات المجتمع المدني لمكافحة تغير المناخ في العالم العربي”. ومن جانبه قال السيد خالد عطية من جمعية اصدقاء البيئة من البحرين: “سوف تسمح الشبكة لمنظمات المجتمع المدني لعب دور أكثر نشاطاً في تحويل نظام الطاقة على امتداد العالم العربي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وسوف يكون التواصل مع صناع القرار السياسي والقطاع الخاص أسهل على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية للضغط من أجل مجتمع خالٍ من الوقود الأحفوري”. كما قال السيد وائل حميدان – المدير الدولي “للشبكة العالمية للمناخ”: “سوف يكون هذا الحدث أحد المعالم الهامة للمجتمع المدني العربي وخصوصا مع دولة عربية ستستضيف مؤتمر الأطراف “COP22″ العام المقبل. إن وجود مثل هذه الشبكة سوف يضمن أن يكون صوت مؤسسات المجتمع المدني من المنطقة مسموعاً”. وقال الدكتور ناجي قديح، رئيس منظمة Indy ACT – لبنان: “إن دور الدول العربية، مجتمعا مدنيا وحكومات، سوف يتعزز في المشاركة بالجهود الدولية لوضع اتفاقية دولية قوية وملزمة بشأن تغير المناخ، خصوصا وأن منطقتنا تتعرض للآثار السلبية لهذه الظاهرة على طبيعتنا ومواردنا المائية وأمننا الغذائي ومقومات تنمية بلداننا وتقدم شعوبنا”. ورأى قديح أن “انطلاق هذه الشبكة، من نخبة نشيطة من ممثلين المجتمع المدني في البلدان العربية، يشكل فرصة لانضمام كل المنظمات غير الحكومية لمزيد من الفعالية لدور بلداننا، خصوصا وأن المؤتمر التالي بعد مؤتمر باريس سيعقد في بلد عربي – المغرب”. وختاماً علق السيد نجيب بشيري – المغرب GTD: “في العالم العربي ونحن نعيش في عصر يسوده قلة الوعي بمخاطر تغير المناخ، فإن دور الشبكة هو زيادة الوعي والمعلومات في كافة أنحاء العالم”.